رائحة الفم الكريهة:أسبابها وعلاجها
انتبه وق ِ نفسك من الوقوع في المحظور، حتى لا ينتابك ما جرى مع صديقك، حيث أصرّت زوجته على الطلاق ولم تصرح بالسبب؛ وما جرى مع ابن عمك حيث لم يقبل طلب توظيفه مع أنه لديه شهادات وكفاءات... ترى ما السبب؟
يعاني الكثير من الأشخاص من رائحة الفم الكريهة ويحاول العديد منهم القضاء عليها باستخدام المستحضرات ذات الروائح الزكية ظناً منهم أن المشكلة سوف تنتهي عند هذا الحد، ولا يعلمون أن ذلك ليس هو العلاج بقدر ما هو تغطية مؤقتة للمشكلة والتي لا تلبث أن تعود في غضون ساعات.
فما هو سبب رائحة الفم الكريهة؟ وهل هي حالة شائعة كثيرة الانتشار؟وهل إلى علاج من سبيل؟
هذه الظاهرة ليست محدودة في عدد قليل من الناس ، بل يعاني الكثيرون منها : مثلا : في أمريكا هناك 60 مليون شخص مبتلون بها ، وهناك عدد كبير من الناس يعاني منها دون أن يعرف بذلك ؛ لأن الجسم غالباً ما يتكيف مع الرائحة ولا يشعر الشخص برائحة جسده أو فمه ..
هذه الحالة تعرف باسم "بخر الفم" وتسبب الإحراج والقلق وضعف الثقة بالنفس، وتسبب أحياناً الكثير من المشاكل الاجتماعية خاصةً بين الأزواج، وتؤثر كثيراً في الحياة المهنية وإذا قال لك أحدهم يوماً أن مستقبلك المهني مرتبط بفرشاة أسنانك، فلا تعتبر ذلك من قبيل المبالغة فقد تبين أن رائحة الفم لا تؤثر في الحياة العاطفية فحسب، بل تمتد إلى الحياة العملية أيضاً وطبقاً لاستطلاع للرأي أجري في بريطانيا، فإن حوالي نصف البريطانيين يعتقدون أن رائحة الفم الكريهة قد تحد من فرص الشخص في الترقي في العمل، وقال واحد من كل خمسة أشخاص ممن شملهم الاستطلاع إن الرائحة الكريهة التي تصدر عن الشخص عند التنفس هي أكثر الأشياء التي تدفعهم للنفور منه.
إذاً هذه الظاهرة جديرة بالإهتمام، وأسبابها عديدة، وبشكل مختصر تصنف الأسباب المؤدية لبخر الفم إلى أسباب عامة و أسباب فموية:
أولاً: الأسباب العامة وهي:
1 -أمراض الممرات التنفسية العلوية ) زوائد – التهاب اللوزتين – التهاب الجيب الفكي. (
2 -أمراض الرغامى والقصبات والرئتين ( التهاب القصبات، خراجات الرئة، الآفات الخبيثة).
–3 المواد المسببة للرائحة في الدورة الدموية والمطروحة عن طريق الهواء:
أ - الطعام، السوائل، معالجات الأطعمة، الثوم، الكحول، المركبات المحتوية على اليود.
ب - الإدخار غير الطبيعي للمركبات الطبيعية في الدم (رائحة الأمونياك).
جـ - المواد الغريبة في الدم. ه-التدخين د - تناول بعض الأدوية والعقاقير، والتي قد تؤدي أيضاً إلى جفاف الفم الذي يزيد من الرائحة.
4-الحمل.
5- الأمراض الإستقلابية، كداء السكري.
6- أمراض الجهاز الهضمي ( رتوج المري، القلس، التخمة المعدية، نقص الفيتامين ب، اليرقان).
7- أمراض الدم ( إبيضاض الدم )، البولة في الدم.
ثانياً: الأسباب الفموية وهي:
محيط بالضرس المرض حاده تسبب رائحة الفم
في الغالب تكون أسباب الرائحة من الفم؛ إذ تعود أكثر من 85% من الحالات إلى أسباب (فموية)، وغالباً ما تكون الأسباب الفموية ناتجة عن جفاف الفم أو قلة سيولة اللعاب خصوصاً أثناء النوم أو ارتداء الأطقم بطريقة غير صحية، أو إهمال العناية بتنظيف الفم، أو انحشار الأكل في مناطق لا يسهل تنظيفها في الفم ، و كذلك التسوسات العميقة للأسنان، والالتهابات اللثوية بمختلف درجاتها ، و الخراريج المتصلة بلب السن ، أو الجذور المتآكلة لأسنان تالفة، ويمكن تبويب هذه الأسباب على الشكل التالي:
–1 الصحة الفموية السنية السيئة وانحصار الفضلات الطعامية في الفم بسبب:
أ – الأسنان سيئة الوضع والأجهزة الصناعية أو التقويمية وأجهزة الكسور.
ب – التسوس أو النخور السنية.
جـ– غياب الحليمات بين السنية لأي سبب كان.
– 2الآفات التموتية وما يتلو الجراحة الفموية المرافقة لنـزف فموي، أو تنخر نسجي لأي سبب مثل التغنفر السكري وسرطان الدم والأورام الخبيثة.
–3 أمراض الأسنان كالنخر السني وتموت اللب، والخراجات السنية.
–4 أمراض اللثة كالتقيح السنخي السني والجيوب الرعلية كمأوى للأطعمة وتخمراتها والإنحلال والقيح.
–5أمراض الفم الجرثومي كالتهاب الفم القرحي والغنغرينة الفموية.
رائحة الفم عند الاطفال
وبالرغم من أنّنا ندرك تماماً سبب مشكلة رائحة الفمّ الكريهة بين البالغين، إلا أننا أحياناً لا نستطيع فهم وجودها عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فهناك عدّة عوامل تؤثّر في إنتاجها، ومن المحتمل أن يكون بعضها يتسبب به الأطفال أنفسهم.واعتماداً على عمر الطفل، يمكن أن يضع الأطفال عادة أشياء في أنوفهم، التي قد تحشر وتؤدّي إلى رائحة الفمّ الكريهة.و ليس غريباً على الأطفال دسّ أجسام صغيرة في أفواههم وأنوفهم، وقد يكون هناك مؤشر على هذا من خلال خروج سائل ما من الأنف، ومن الضّروري أن نغرس في الأطفال عادة النظافة الفموية، ويجب دائماً أن نشجّعهم للحفاظ على المعايير الفضلى للنظافة الفموية، لأنها عادة سيحملونها معهم خلال حياتهم.
قطرة الأنف تعتبر مشكلة معيّنة لدى الأطفال إذ يمكن أن تسبّب رائحة الفمّ الكريهة، فالبكتيريا تسبّب النفس الكريه الذي يبدأ على ظهر اللسان، وهذه بالضبط حيث تتركز القطرة الأنفية، إنّ القطرة الأنفية نفسها تتكون من مركّب كيمياوي يعمل كوقود للبكتيريا، حيث يحتوي بروتيناً مكوّناً من الأحماض الأمينية التي تتحطم لتشكل سلفات الهيدروجين وروائح أخرى.
في حالة رائحة الفمّ الكريهة المزمنة، لا يجب إهمال العوامل العادية التي تسبب المشكلة عند البالغين من ضمنها جفاف الفمّ ، الذي يخلق بيئة باعثة لازدهار البكتيريا، مع استثناء أسباب مثل مضغ التبغ أو شرب الكحول! و يمكن أن يكون الأطفال أيضاً عرضة للأمراض التي تؤثّر على غدّد اللعاب، والتهابات الجهاز التنفسي أو إصابات الفمّ والحنجرة.
المدخل إلى علاج بخر الفم
هناك العديد من الحالات التي تكون فيها رائحة الفم الكريهة مؤقتة وسرعان ما تزول تلقائياً عند زوال السبب، فمثلاً : عند الاستيقاظ من النوم، و المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة ، أو عند التدخين أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.
والجدير بالذكر أنَ المعدة لا تشكل مصدراً أساسياً لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضاً أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم. لكن الأسباب الآنفة الذكر تؤدي إلى تراكم البكتيريا في الفم ،حيث تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسؤولة عن الرائحة النفاذة وغير المرغوب فيها . ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعاً خصباً لهذه البكتريا؛ خصوصاً في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي .
من هنا فإن المدخل إلى علاج رائحة الفم الكريهة يبدأ بالعناية الفموية السنية الصحيحة، وهناك طرق عديدة لتجنب رائحة الفم، منها : -استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يومياً (قبل النوم وبعد الاستيقاظ).
- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.
-استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.
-تجنب التدخين.
- تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة ولو بالمضمضة (إلا اللبنة؛ فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة).
- مضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام (مرة كل 6أشهر).
-استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).
- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة الغنية بالألياف مثل الجزر والتفاح
- تناول كميات كبيرة من السوائل مع عدم الإفراط في شرب القهوة.
ونظراً لنفور البعض من تناول البصل نود ذكر قيمته الغذائية الهامة وقدرته الهائلة على قتل الجراثيم المستوطنة في الفم والأمعاء وقد تبين أنه يحتوي على الحديد والفسفور وفيتامين (أ) بكميات وافرة، أما الثوم فهو كالبصل من حيث القدرة على قتل البكتيريا لإحتوائه مادة الأليسين وهو غني بالفسفور والكالسيوم مما يجعل له خاصية منشطة .
هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد هذه الرائحة الكريهة، منها: مضغ قليل من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم، وكذلك الخس والنعناع مما يخفف من حدة روائح الثوم والبصل.
وباتباع عدة تدابير بسيطة يمكن في كثير من الأحيان التخفيف من هذه المشكلة مثل حفظ ارتقاء الرأس أثناء النوم عبر استعمال وسائد خاصة، وذلك لمنع الآثار الجاذبية لتدفق الحمض من الوصول إلى الحنجرة ، والاستخدام الحكيم للantiacids ،و تجنب الوجبات الكبيرة قبل فترة وجيزة من وقت النوم.
و إذا لم تنجح في التخلص من رائحة الفم الكريهة حتى بعد أن تقوم بتنظيف أسنانك بالفرشاة، والخيط بشكل منتظم، فلا بد من التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان للنظر في احتمالات إصابتك بإحدى الحالات المرضية الأخرى ومن ضمن ذلك مرضِ اللثة. و إذا لم يجد الطبيب أي مشاكل في الأسنان واللثة، يفضل التوجه إلى طبيب الأمراض الداخلية لفحص الجهاز الهضمي أو أخصائي أذن أنف حنجرة لفحص الجهاز التنفسي والحالة الصحية العامة والوقوف على الأسباب الحقيقية للرائحة الكريهة.
طبيب أسنان