Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » عن الهيئة » دار الحوراء الطبي

دار الحوراء (ع) الطبي

   
    من نحن؟
         ما هي خدماتنا؟

 أكبر مركز رعاية صحية أولية في لبنان
21 عيادة تخصصية في خدمة الناس موزعة على ثلاثة طوابق في مبنى دار الحوراء الجديد (ع) في بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية.
 أنشئ في 28 آب 1984  كمركز للتوليد أيام الحروب، وتحول بعد 31 عاماً إلى أكبر مركز للرعاية الصحية الأولية في لبنان. 


كان يا مكان من العام 1984 إلى هذا الزمان 
واحد وثلاثون عاماً في خدمة الناس 

الولادة في زمن الحرب
"بت على وشك الولادة ولا مستشفى قريب، أصوات القذائف والقنص لا تتوقف في مختلف مناطق بيروت، زوجي ليس حاضراً، منذ انخرط في صفوف المقاومة قلما يتواجد، ليس لدي وسيلة اتصال، ومع ذلك لم أكن قلقة، هيأت حقيبة الولادة الخاصة، ركبت سيارة أجرة وقلت للسائق:  بئر العبد - دار الحوراء. بعد يومين من العناية في المركز عدت إلى المنزل في برج البراجنة ومعي طفلي الثاني "علي"، أما طفلي الأول محمد فقد ولد في ظروف أكثر صعوبة وأقل مراعاةً للضوابط الشرعية التي أحرص على احترامها في حياتي اليومية". بهذه العبارة تختم السيدة أم محمد روايتها التي عاشتها منذ ثلاثين عاماً. (خلفية مستقلة عن الصفحة)


تجربة أم محمد ليست فريدة أو نادرة، فمع زيادة عدد سكان الضاحية الجنوبية التي احتضنت النازحين واللاجئين والمهمشين، وبالتالي زيادة حاجتها الرعائية،  بدأ التفكير بتأسيس مركز للتوليد والرعاية الصحية للأم والطفل، يكون قريباً من الناس، ويعالج المشكلات التي كانت السيدات تواجهها، من الوضع الأمني المتدهور والحالة المادية السيئة وغياب الضوابط الشرعية في باقي المؤسسات الصحية وبعد المسافات. لهذه الأسباب افتتح دار الحوراء (ع) في آب 1984. 
أما التسمية فقصة أخرى مرتبطة مباشرة بعمل المركز وأهدافه الإنسانية، يقول الدكتور حسن عمار أحد مؤسسي دار الحوراء "سمّي دار الحوراء نسبة للسيدة زينب ابنة الإمام علي (ع)، لما تعني لنا من رمزية وقدوة نفتخر بها، وبما قامت به أثناء حركة أخيها الإمام الحسين في يوم عاشوراء وما بعدها على مستوى الرعاية الاجتماعية والتمريضية". ويضيف عمار "كان الدار عبارة عن شقة في منطقة بئر العبد، أما السياسات التي اتبعناها فيه فكانت تأنيث عملية الرعاية بدءاً من استقبال المريضة مروراً بتوليدها وحتى متابعتها علاجياً وتمريضياً، مقابل بدل مادي رمزي يراعي أوضاع الناس".  
"حتى في الفترة الأولى من التأسيس كنا نحرض دائماً على تطوير الدار تجهيزياً وإدارياً، وخاصة معالجة حالات الولادة القيصرية. ففي البداية لم يكن المركز مجهزاً للعمليات الجراحية لذا كنا مع كل ولادة متعسرة نجهز سيارة إسعاف لنقل المريضة إلى أقرب مستشفى. ومع البدء بإجراء العمليات القيصرية استطعنا أن نؤمن خدمة ولادة شاملة من الألف إلى الياء. وما يدل على ذلك أعداد الولادات المرتفعة شهرياً".  

 في الحرب والسلم .. حاضر 
مع انتهاء الحرب الأهلية وانفتاح المناطق على بعضها بعضاً، وافتتاح مستشفيات جديدة ومتطورة في المنطقة تؤمن خدمات رعاية الأم والطفل وفق الضوابط الشرعية المطلوبة وأخذ الوضع الاقتصادي بعين الاعتبار، انتفت الحاجة إلى الاستمرار بالتوليد داخل دار الحوراء الصغير نسبياً وبدأ تحويل المرضى إلى مستشفى الرسول الأعظم. وتدريجياً تم تحويل الدار إلى مركز للرعاية الصحية يضم العيادات التخصصية الأساسية. وكما في مرحلة التوليد كذلك بعدما تحول الدار إلى مركز رعاية حرص القيمون دائماً على اتباع نفس السياسات من خدمة الناس بأعلى جودة وأقل التكاليف، وسجَّل المركز زيارة 55548 مريضاً في العام 1993.
 بعد سير عمل دار الحوراء في منتصف التسعينات وافتتاح العيادات التخصصية كان الهم الأساسي إضافة كل خدمة جديدة يحتاجها الناس وغير متوفرة في محيط الضاحية، فكان التحديث والتطوير تدريجياً رغم فترات الجمود القصري التي شهدها الدار بسبب الحروب التي شنها العدوان الإسرائيلي على لبنان. عن هذه الحروب والتحولات التي تبعتها تحدث إلينا الحاج علي شعيتو.
"في حرب الأيام السبعة عام 1993 كانت الدار جندياً آخر من جنود المقاومة. كان همنا مساعدة النازحين وتغطية حاجاتهم الصحية والرعائية من معاينات عادية وفحوص وصور وتلقيح الأطفال. عملنا كان مساعدة الناس وتخفيف أعباء النزوح عنهم. أما في حرب عناقيد الغضب في العام 1996 فقد قصف الشارع الذي تقع فيه الدار مما صعب علينا مواكبة النازحين والصامدين في الضاحية، ومع ذلك استمر عملنا خاصة بإسعاف الجرحى وتأمين وحدات الدم من بنك الدم أحد أقسام الدار الأساسية في تلك الفترة. وفي عدوان تموز 2006 تدمر دار الحوراء، فعملنا على الأرض بالقدر الذي نستطيعه كباقي الجمعيات الأهلية ولم نترك أهلنا. وبعد انتهاء الحرب فتحنا مركز عيادات مؤقتاً لتعزيز صمود المواطنين العائدين إلى منازلهم المدمرة وتأكيداً على استمرار دار الحوراء رغم التدمير. وبعد أربعة أشهر من انتهاء الحرب كنا نستقبل الناس في دار الحوراء المجهز بالكامل. وكان يضم كافة الاختصاصات الطبية ويلبي الاحتياجات الرعائية الأساسية، إضافة إلى المختبر والأشعة. ومع زيادة الخدمات ازداد عدد المستفيدين، ومع الزيادة المطردة لعدد المستفيدين حتى العام 2012 فرضت الحاجة إنشاء مركز مخصص وجديد لدار الحوراء يتميز بكافة معايير السلامة والأمان التي يتطلبها أي مركز صحي رعائي." 
الأب شهيد والأم في غرفة الولادة 
ذات صبيحة يوم دام غزير الرصاص والقصف والآلام والدموع، تزاحمت سيارتا إسعاف أمام باب دار الحوراء في بئر العبد. نزلت من الأولى امرأة حامل تعاني آلام المخاض، ومن السيارة الثانية تناهى إلى سمعها أصوات حزينة لشابين ينعيان شهيداً حمل إلى الدار ريثما يتم نقله إلى مكان آخر. ترحمت عليه ودخلت إلى عيادة التوليد. عصر ذلك اليوم خرجت من الدار تحمل على يديها طفلاً ذكراً. الفوضى في مدخل المبنى لا تزال عارمة، الوجوه حزينة، ثمة موت مر من هنا، وفي إحدى الزوايا ينتصب سلاح ملطخ بالدماء وقميص ورائحة رجل تعرفه، اقتربت ببطء نحو السلاح محتضنة رضيعها متمتمة: هذا السلاح ليس غريباً، وهذا القميص أعرفه. رفعت رأسها نحو أقرب شاب وسألت عن اسم الشهيد، أجابها قلبها قبل أن يجيب الشاب، ذلك المسجى في غرفة الموت ليس إلا زوجها.
واحدة من القصص الكثيرة التي شهدتها جدران دار الحوراء، تتناقلها ألسن كل من مر عليها وقرأ تاريخها.       



..وبعدو عم يكبر   
"أعدكم أن مبنى خاصاً سُيشّيد لدار الحوراء (ع) ليكون معلماً ونبراساً في تقديم الخدمات للناس". هذا الوعد أطلقه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في حفل افتتاح مركز دار الحوراء بعيد الحرب. ولم تمض سنوات عدة حتى كان المبنى الجديد يعج بالمرضى المستفيدين الذين زاد عددهم إلى أكثر من 18 ألف مستفيد في الشهر. 
دائرة التميز التي تحيط بدار الحوراء تتوسع بالقدر الذي تلبي به حاجات ناسها الرعائية كافة بأسرع وقت وأقل تكلفة. لذا عند تأسيس المركز الجديد لدار الحوراء أولت الهيئة الصحية الإسلامية عناية فائقة بالمركز من حيث إدارة المحيط والشكل والتصميم والبيئة المناسبة لمكافحة العدوى، آخذين بعين الاعتبار أيضاً الكثافة السكانية في المنطقة التي يغطيها المركز. لذا لم يكتف القيمون على الدار بفتح عيادات تلبي الحاجات الأساسية للناس ولكن حاولوا من خلال فتح عيادات إضافية أن يؤمنوا راحة المريض وتقدير وقته بحيث لا يضطر إلى الانتظار في طوابير طويلة خاصة في الاختصاصات الأكثر حاجة كطب الأطفال والطب النسائي وفرز المرضى (الطوارئ). هذه المميزات وغيرها فصَّلها لنا الدكتور عدنان الحسيني الذي واكب انطلاقة الدار في مبناه الجديد: "عند إنشاء المبنى الجديد وتطوير المعدات وتحديثها حرصنا كما دائماً على مطابقة معايير الجودة المعتمدة من قبل وزارة الصحة ومن هذه المعايير: 
- إنشاء المبنى الجديد من حيث التصميم بما يتلاءم مع مركز طبي، مبنى مستقل عن المباني السكنية بمداخله ومصاعده وتجهيزاته من كهرباء وماء وغير ذلك.. 
- تقسيم المركز حسب الاختصاصات الطبية والأقسام الإدارية مع إشارات توجيهية مما يسهل وصول المريض إلى مكانه المخصص له.
- مساحات واسعة لسهولة التنقل بين العيادات والمختبر وقاعات الانتظار.
- قاعات الانتظار مجهزة ومقسمة حسب الاختصاصات.
- سلامة المركز من النواحي كافة الكهربائية والمائية والنظافة، الوقاية من الأمراض المعدية، مراعاة الشروط العلمية والصحية للتخلص من النفايات الطبية.
- تطهير الغرف والمعدات وتعقيمها بصورة دائمة. 
- تأمين كافة اللقاحات الإلزامية والاختيارية.
- تنظيم سير العمل بما يتوافق مع راحة المريض.
- وجود طبيب دائم (من الاختصاصات الأساسية).
- الصيدلية المجانية التي تعتمد على برنامج الأدوية الأساسية المقدمة من وزارة الصحة والنماذج الطبية المجانية. 
- استمارة الشكاوى المعدة مسبقاً والمتوفرة للجميع. 
- نظام معلوماتي ممكنن لملفات المرضى مما يسهل الوصول إلى معلومات المريض من جهة ويسهل التواصل بين المريض والطبيب المعاين من جهة ثانية. هذا النظام يسمح بربط المعلومات وبملاحظة أي ظاهرة صحية غريبة وبالتالي يسهّل إعداد دراسات عنها واتخاذ إجراءات تدخلية مبكرة في حال تطلب الأمر ذلك. 
ثلاث موظفات ولدن في المركز ويعملن فيه 
زينب عبد الله عمرها من عمر دار الحوراء. ولدت عام 1984 وتعمل ممرضة منذ 2006. "تجربة مميزة أن أعمل في المكان الذي ولدت فيه، هذا يحمّلني مسؤولية إضافية تجاه البيت الذي ولدت  منه". 
أما ريان حرشي فقد ولدت عام 1993 وتعمل محاسبة منذ . 2013 تنظر لنفسها على أنها الجيل الثاني بعد أمها التي تعمل بنفس المركز، وتأمل بفرح أن يعمل أولادها معها. "فكما كانت دار الحوراء المكان المناسب لولادتنا والعناية بأمهاتنا كذلك أعتبر أن العمل في بيئة تشبهنا أكثر راحة وأماناً من أي مكان آخر".
بتول الحسيني جارة دار الحوراء، كما تصف نفسها، ولدت عام 1986 وتعمل في صيدلية الدار منذ 2012. "يشكل دار الحوراء جزءاً من يومياتي. أسكن في نفس المنطقة، فهنا ولدت وأمراض طفولتي عالجتها هنا، وأعمل هنا، وأعالج أطفالي هنا، لذا الانتماء إلى هذا المكان أكثر من مجرد مكان عمل. طيلة هذه السنين تآلفت معه ومع ناسه". 
كل هذه المميزات وغيرها جعلت من دار الحوراء مركزاً نموذجياً للرعاية الصحية الأولية". 



الرؤية المستقبلية
يعد دار الحوراء اليوم في مبناه الجديد مركزاً صحياً متكاملاً سواء لناحية التشخيص العيادي أو الفحوص المخبرية والأشعة، ومرجعية للعديد من المراكز وحتى بعض المستشفيات. ولا يكتفي القيمون بذلك فهم يصرون على مواكبة كل ما هو جديد في المجالات الطبية لتطوير وتحديث المركز باستمرار على مستوى التجهيزات والكادر الطبي والتمريضي والخدمات المتنوعة وجودتها. ولا تغيب الخطط التطويرية عن روزنامة المركز، ففي كل عام تضع إدارة الهيئة الصحية مجموعة من الخطط والمشاريع لتطوير خدمات الدار وزيادتها بما يتلاءم  وسياسة الدار وأهدافه المتمثلة بخدمة المجتمع المحلي وتلبية حاجاته الرعائية الحالية والمستجدة. عن هذه الخطة المستقبلية ومشاريع الدار التحسينية تحدث إلينا الدكتور مصطفى مرعي مدير دار الحوراء الحالي: "لا نكتفي في دار الحوراء بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية داخل المركز بل نشرع أبوابه نحو الخارج ونولي أهمية للبعد الوقائي وصحة المجتمع. وفي الخطة المستقبلية سنعمل على تطوير الفريق العامل وتحديثه من أجل رصد حاجات المجتمع المحيط والعمل على تلبيتها. إضافة إلى ذلك وضعنا مجموعة أهداف استراتيجية منها:
- خدمة PCR جهاز تشخيص جيني للأمراض، واعتماده يحقق نقلة نوعية في اكتشاف الأمراض، وهو غير موجود في أي مركز أو مؤسسة صحية في الضاحية الجنوبية حتى اليوم. 
- تعزيز المركز بالاختصاصات النادرة 
- إعداد وتنفيذ برنامج العناية التمريضية المنزلية
- ادخال خدمات جديدة وبجودة عالية والعمل على تطوير معدات المختبر والأشعة والعيادات بشكل دائم ومنها: MRI  و SCANNER و خدمة تنظير وغيرها.

لن يُقهر الدار أو يتوقف. قد تكون هذه العبارة محصلة تاريخ عريق من الجهاد الاجتماعي والسند الرعائي الصحي لأهل المقاومة وجمهورها، رغم ما تعرض له في الأزمات والحروب، ومن يسعى لخير الإنسانية فالخير لا يموت.   

تطور الحركة العددية لدار الحوراء خلال العام 2015
كانون الثاني 16865
شباط 17282
آذار 20208
نيسان 18458
أيار 17521
حزيران 17148
تموز 14296
آب 16336
أيلول 17429
تشرين الأول 18650
تشرين الثاني 17982
المجموع 192175

 
 

10:29  /  2016-06-13  /  3928 قراءة





إختبر معلوماتك