Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » البرامج » الصحة الاجتماعية » مكافحة التدخين

كيف نحمي أولادنا من التدخين


ما أقسى هذا المشهد، عندما رأى أبو حسن ابنه على سطح المنزل وسط أصدقائه وبيده سيجارة!. لم يصدّق ما رأى، فلطالما حدّثه عن ضرر التدخين، و نهاه عن أن يقع في شركه.
ما الذي جعل حَسَناَ يخالف أباه ؟ ما الذي دعاه الى أن يدخّن؟ .
     على الرغم من الأولوية التي نوليها لتربية أولادنا وحمايتهم من كل ضرر وزلل، فإننا نفاجأ في بعض الأحيان بمثل تصرف حَسَن. علينا أن ندرك بأن أولادنا معرّضون- كالأولاد الآخرين - للبدء بالتدخين، حتى ولو لم نكن من المدخنين، مما يوجب علينا بناء حصانة داخلية عندهم؛ حتى لا يتّخذوا مثل هذه الخيارات الخاطئة .
لماذا يدخن أبناؤنا؟
   أقيمت العديد من الدراسات حول أسباب هذا السلوك، وتبين أن أكثر الأسباب تأثيراً هي:

- التَّمرُّد على آراء الأهل .
- تقليد الآخرين .
- ضغوط الأصدقاء .
- دافع الفضول أو المغامرة .
- ملئ أوقات الفراغ.
فكيف نواجه هذه التحديات قبل حدوثها؟.

1 - التمرُّد على الأهل:
ما كان أسهل أن تقول لابنك افعل هذا ولا تفعل، فذاك عندما كان صغيراً، ولكن عندما يكبر هذا الطفل ويصبح مراهقاً، فان التمرد على ما تطلب يصبح غالباً على سلوكه؛ لذلك علينا أن نتحول في أسلوب تربيتنا من أسلوب الفرض إلى تعليمهم فن اتخاذ الخيارات المناسبة في حياتهم. اتّبع هذا الأسلوب معه منذ صغره: 

  لا تختر عنه شيئاً، بل أبرز له إيجابيات وسلبيات أي أمر ما، ودع الخيار له، وابدأ بأبسط الأمور كنوع اللباس والطعام...
  علّمه أن مع حريّة اتخاذ القرار تأتي المسؤولية.
  أخبره بأنه سوف يصبح ما يختاره فليختر بحكمة.
  بيّن له أن عليه التعايش مع عواقب الأخطاء التي ترافق حرية اتخاذ الخيارات.
  في وقايته من التدخين، صوّر له المواقف التي سوف يتعرض لها، أخبره أنه عندما يقدّم له صديقه سيجارة أو نفس أركيلة لا يسأل نفسه هل يريد أن يدخنها أم لا، بل أن يسأل هل يريد أن يكون مدخناً؟ 
  أخبره بأن التدخين هو أسلوب حياة تختار أن تعيشه. فهل تريد أن تكون السيجارة جزءاً من حياتك؟ هل تريد أن تختار لك السيجارة أصدقاءك وزوجة المستقبل؟ 
  أبرز له المدخّن على حقيقته. وكيف أن غير المدخنين يشعرون بالانزعاج الشديد من رائحة السيجارة، الثياب، المكان الذي تُشعل فيه، والأهم هو رائحة فم المدخن، لون أسنانه. 

2 - تقليد الآخرين:
   إن شركات التبغ تدفع الأموال الطائلة للتأثير على أولادنا وجعلهم أسرى منتجاتها المميتة.  ليس لإعلانات التبغ أثر فعال في إقناع الجمهور بالتدخين، ولكن راقب الأفلام السينمائية التي يشاهدها ابنك، فبعضها يعدّ مجرّد إعلانات للتبغ. يصورون الأبطال والسيجارة مرافقة لجميع أنشطتهم، عند الحزن والفرح والتفكير. عندها يرتبط مفهوم السيجارة عند ابنك بالتميّز والبطولة والرجولة.
من ناحية أخرى لا تكن أنت مدخناً؛ فالأولاد يميلون إلى تقليد سلوك آبائهم .

3 - التأثر بالأصدقاء:
علّم ابنك كيف يقول لا، ولا ينجرّ مع الأصدقاء. فلن تستطيع أن تختار له أصدقاءه في هذه المرحلة من عمره، ولكن علّمه عندما تُقدَّّم له السيجارة إمّا أن يقبلها برحابة، وإما أن يرفضها، ولكن بعد الرفض سوف تكثر المرغبات من قبل الأصدقاء، فعليه الدفاع عن موقفه. عليه أن يعرف كيف يقول لا بحزم بوجه الخيارات الخاطئة، وإلا سوف يجد نفسه يفعل العديد من الأمور التي لا يريد القيام بها.
لكن، إذا جاء ابنك مفتخراً يوماً بأنه عُرض عليه سيجارة ورفضها ماذا تفعل؟!.

4 - الفضول وحب التجربة:
شجّع ابنك على موقفه، واسأله هل تريد تجربتها؟ فإذا رأيت عنده ميولاً لذلك، دعه يجرّبـها أمامك، فسوف يلمس أذاها الذي جرّبه كل مدخن عند أول سيجارة، ولكنه لن يكرّرها ثانية. الفرق هنا أن ابنك جرّبـها أمامك، وهذا الأمر سوف يقطع لديه كل سبب يدعوه للمحاولة ثانيةً، أما إذا جرّبها أمام أصدقائه، فسوف يشجّعونه ويتحدّوه للمتابعة والاستمرار بالتدخين.

كذلك الأمر إذا جربها لوحده، سوف لن يستلذّ بها بالطبع، ولكنه سوف يحاول أن يثبت لنفسه أنه قادر كأصدقائه. وتبدأ معه رحلة مدخن جديد.

5 - سيطرة الفراغ :
حثّ ابنك على ممارسة هواياته المفضّلة، وخاصة إذا كانت رياضة معيّنة. فالأبطال الرياضيون لن يدخنوا حتى يبقوا أبطالاً، وكذلك ابنك إذا تعلّق بهم.
بإمكانك أن تعرض عليه خيارات من دورات قرآنية، ثقافية، كشفية، أو حتى في الرسم مثلاً. كلّ هذه الأمور سوف تصقل شخصية ابنك وتبعده عن الفراغ القاتل الذي ربما ينتهي به مدخناً. 
إذا استطعت أن تجتاز بابنك إلى العشرين من عمره من دون أن يدخن، فبإمكانك أن تطمئن أنه لن يدخن فيما بعد. . 

إذا كان ابنك مدخناً ماذا تفعل؟
إن الأسباب التي تخيفنا نحن وتجعلنا لا ندخن بسببها قد لا تلقى الصدى نفسه لدى أولادنا. فالخوف من الموت بسبب السرطان أو الأزمات القلبية لن يردعه؛ لأن الموت بالنسبة إليه مرتبط بالعمر الطويل، وهو ما يزال صغيراً جداً على مجرد التفكير به.

من ناحية أخرى، فانه يعتقد أنه هو المسيطر على السيجارة وليس العكس، فيقول أنا أستطيع أن أوقفها متى أردت.

قدِّم لابنك أسباباً ملموسة في يومياته كمدخن يسأله عن النَفَس الكريه الذي يصدر من فمه بعد تدخين السيجارة، وعن البقع الصفراء التي بدأت بالتشكل على أسنانه، وعن كثرة نزلات البرد التي أصبح يعاني منها... اطرح معه مسألة عدم قدرته على مجاراة أصدقائه في الرياضات المختلفة، ناقش معه ما يصرفه من أموال على السيجارة، وكيف أن بإمكانه أن يدّخر هذه الأموال وأن يشتري شيئاً يحتاجه بثمنها.
إن تقديم هذه الأسباب من شأنها أن تجعله يعيد النظر بصحة قراره، ولربما يقتنع أخيراً ويبقى أن يحوّل القناعة إلى فعل، وأن لا يوهم نفسه أن بإمكانه التوقف متى أراد، ولا داعي للعجلة، فالنيكوتين لا يحتاج للكثير من الوقت حتى يسيطر عليه ويأسره في عداد المدمنين.
وفي الختام، على كل مدخن أن يتذكر أن التدخين لا يشكّل حاجة للإنسان إلا عندما نجعله نحن كذلك.

 

 
 

09:54  /  2016-04-07  /  2694 قراءة





إختبر معلوماتك