Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » البرامج » الصحة النفسية » انشطة نفسية

الصحة النفسية صارت في المدرسة

20% من الأطفال والمراهقين في العالم لديهم اضطرابات أو مشاكل نفسية بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية. أما في لبنان فتشكل الصحة النفسية مشكلة متصاعدة من مشاكل الصحة العامة. وتشير البيانات الحديثة في بيروت (2012) إلى أنه تم تشخيص اضطراب نفسي لدى نحو 26,1 % من المراهقين من عمر 11 إلى عمر 17، ومن بين أولئك الذين شخصت إصابتهم بحالات نفسية سجل أن 6% منهم فحسب يسعون للحصول على المساعدة.* 
هذه الأرقام الملفتة تلتقي مع ما لحظته الهيئة الصحية الاسلامية على مدى أعوام من العمل في خدمة الناس وذلك من خلال تواصلها مع فئات من المجتمع اللبناني خاصة ما بعد حرب تموز، إضافة لاحتكاكها المباشر مع المجتمع الذي تنشط فيه ومتابعتها للمشكلات الاجتماعية المتفاقمة، وكلها أسباب تنتج عنها ضغوطات ومشاكل نفسية عند الكثيرين وتوجه آخرين إلى الإدمان على المواد المخدرة. 
وإحساسًا منها بالمسؤولية تجاه مجتمعها سارعت الهيئة الصحية كالعادة إلى تحمل مسؤولياتها عبر محاولة معالجة المشاكل النفسية ومكافحة الإدمان على المخدرات والحد من تفاقمها، خاصة عند الفئات المعرضة لاحتمال أعلى للإصابة بالضغوطات نفسية ومنهم الاطفال والمراهقون فذهبت إليهم في مدارسهم، وباشرت بتنفيذ برنامج الصحة النفسية المدرسية.  

المرحلة الأولى: برامج نفسية متنوعة 
  منذ سنوات وضعت الهيئة الصحية استراتيجية تعنى بوقاية الصحة النفسية وتعزيزها عند الأطفال والمراهقين في المدارس، وذلك بناءً على مجموعة من الدوافع وحالات الرصد، أبرزها الدراسات النفسية التي أعدتها وطلبات مديري المدارس واقتراحات الاخصائيين النفسيين. 

الدراسات الميدانية كانت واحدة من الأساليب العلمية التي اعتمدتها الهيئة الصحية للوقوف على أبرز المشكلات النفسية التي يعانيها تلامذة المدارس، وأبرزها واحدة عن "التنمر عند الأطفال" والثانية بعنوان "السلوكيات الاندفاعية (المتهورة) لدى الطلاب".

ومنذ العام 2008 وعلى مدار سنوات قامت الهيئة بمئات الأنشطة التثقيفية التوعوية داخل المدارس وخارجها مستهدفة التلاميذ والكادر التعليمي والأهل إضافة إلى تدريب الاخصائيين، فقامت بوضع برامج متنوعة للصحة النفسية المدرسية تهدف إلى:
- تطوير أساليب التعامل مع الطلاب داخل المدرسة.
- المساعدة في الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية والتعامل معها.
- تطوير مهارات الكادر التعليمي والإداري في التعامل مع الحالات المختلفة داخل المدرسة.
- تعزيز التنسيق والمتابعة بين المدرسة والطالب والأهل.
- نشر التوعية والوقاية حول المواضيع المتعلقة بالإدمان على مختلف أنواعه
 وفيما يلي أبرز العناوين التي تناولتها الهيئة في برامج الصحة النفسية المدرسية.  
أولًا: الأنشطة التي استهدفت التلاميذ في الحلقات المدرسية الثلاث
- أنشطة ومهرجانات لاصفية ترفيهية وتفريغية ذات طابع نفسي 
- أعمال فنية (مسرحيات، معارض، مسرح دمى، رسم جداريات، تنفيذ مجسمات، سيكودراما، الفن التشكيلي)
- ورش ومحاضرات ( قلق الامتحان، آداب الحياة - النظافة الشخصية، التواصل الالكتروني ومخاطر الادمان عليه، سلوكي هويتي، حماية الجسد، الوقاية من مخاطر المخدرات، التوتر والصدمات، العادات السلوكية السيئة، مشكلات المراهق، تنظيم الوقت، التربية الجنسية، مشروبات الطاقة). 

ثانيًا: عناوين الورش والمحاضرات التي استهدفت الأهل
- حاجات الطفل والخصائص العمرية
- المشكلات السلوكية والانفعالية وكيفية التعامل معها
- مواكبة الأبناء دراسيًا
- الضغط النفسي وكيفية التعامل معه 
- التنفس والاسترخاء
- حياة المراهق الاجتماعية
- حماية الجسد
- العدوانية عند الأطفال
- السرقة عند الأطفال
ثالثًا: عناوين الورش والمحاضرات التي استهدفت الكادر التعليمي
- الصحة النفسية في المدارس
- حاجات الطفل والخصائص العمرية 
- المشكلات السلوكية وكيفية التعامل معها 
- الضغط النفسي وكيفية التعامل معه
- تقنيات حل المشكلات السلوكية عند الطلاب
- رصد الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الطلاب 
- الاضطرابات الحركية ADHD
- بناء تقدير الذات
- الوقاية من المخدرات
- دور المرشد التربوي إزاء مشاكل المراهقة



من العناوين التي تم تدريب الكادر التعليمي عليها للتعرف إلى سمات المدمن

سمات المدمن الجسدية
•الضعف والخمول 
•إهمال المظهر الخارجي 
•اصفرار الوجه واحتقان العينين 
•ضعف الشهية والميل إلى أكل الحلويات والسكر 
•ختلال في الاتزان: صعوبات في النطق والتعبير والمشي 

 سمات المدمن النفسية
• انطواء وعزلة  
• حدّة في المزاج 
•  هذيان وهلوسة  
• قلق، توتر مستمر 
• اضطراب في الإدراك  
• سلوك عدواني مع عصبية زائدة وضعف القدرة على التكيف الاجتماعي
اكتئاب  


دمج الصحة النفسية في المنهج التعليمي
بعد عمل الهيئة مع المدارس على نحو أنشطة متنوعة سجلت بعض الصعوبات والمعوقات التي واجهت الفريق الميداني داخل

 المدرسة، أبرز هذه المعوقات:
- عدم تعاون البيئة المحيطة بالطالب لأسباب عدة تتمثل بقلة وعيهم في مجال الصحة النفسية. 
- عدم تعاون الأهل وذلك بسبب الخجل من المحيط وعدم تقبل فكرة وجود اضطراب نفسي عند أحد أفراد الأسرة خوفًا من الوصمة.
لذا كان لا بد من مشروع يدخل ضمن المنهاج التعليمي لكافة التلاميذ، يلزم المدرسة والكادر التعليمي على تحمل المسؤولية، ويدخل الثقافة النفسية إلى النظام التعليمي والأسر وجعلها مسائل مقبولة اجتماعيًا ككافة المشاكل الأسرية الأخرى.  
خطوات إعداد المشروع:   
تم رصد وجمع كافة المعلومات عن حاجات المدارس والطلاب من خلال دراسات وملاحظات العمل الميداني السابق 
تقسيم وتحليل المعلومات بحسب الاولوية والمراحل الدراسية 
جمع مراجع ومصادر لإعداد انشطة المشروع 
إعداد مواد المشروع التي تتميز بالأنشطة التفاعلية والتي هي بعيدة عن التثقيف التلقيني التقليدي
تم تدريب وتجهيز فريق عمل لتطبيق المشروع في المدارس.

الأهداف المرحلية للمشروع (الأهداف الصحة النفسية ومكافحة المخدرات):

الوصول إلى التخفيف من حدة الاضطرابات السلوكية والنفسية وانتشارها بين الطلاب في كافة المدارس الرسمية والخاصة.
تزويد الطلاب منذ المراحل الأولى للدراسة بالمهارات الحياتية المطلوبة للاندماج النفسي والاجتماعي السليم.
تزويد المربين من معلمين وإداريين في المدرسة بثقافة تربوية نفسية شاملة لرفع القدرة على إعداد جيل سوي نفسياً واجتماعياً.
ادخال الارشاد النفسي في صلب العملية التربوية عبر المواد التثقيفية والمعاينة الدورية في العيادة النفسية المدرسية.
تنمية روح الشراكة بين الأهل والمدرسة في كافة القضايا التربوية المتعلقة في التوجيه الصحيح للمسار التعليمي.

البرامج التي يتضمنها المشروع:

1- برنامج المهارات الحياتية: 

وهو عبارة عن أربعة كتيبات موزعة على محاور أساسية تنطوي تحتها المهارات الحياتية اللازمة للتلاميذ في الحلقات الأربعة. وتكون على شكل أنشطة صفية تفاعلية تتدرج بمستوها بحسب المرحلة التعليمية. وقد تم تدريب عشرين مختصة في المجال النفسي لتنفيذ هذا البرنامج في المدارس.
محتوى البرنامج: 
الوحدة-------- العنوان
الأولى-------- تقدير الذات
الثانية --------العلاقات الشخصية
الثالثة --------التحكم بالانفعالات
الرابعة --------كيف ألعب (الحلقتان الأولى والثانية) مهارات أكاديمية (الحلقتان الثالثة والرابعة)
الخامسة -------- التربية الجنسية
السادسة --------الوقاية من السموم



2- الإطار العملي للمدرسة الناجحة 
وهو كناية عن ورش تدريبية قصيرة للعاملين في المدرسة من معلمين ونظار. يعتبر هذا البرنامج عنصراً أساسياً في تأمين بيئة تعلمية فعالة.
الورش التدريبية التي يتضمنها البرنامج

المعلم النموذجي .
الإدارة الصفية الناجحة
ضبط الانفعالات
تعزيز السلوك الايجابي
التواصل الفعال
التدرب على مقياس الضغط النفسي للمربي وكيفية تحسينه
التدرب على مقياس قلق الامتحان للطالب وكيفية التعاطي السليم مع النتائج

الإسعاف النفسي وإدارة حالات الطوارئ
التعامل السليم مع نوبات الغضب
التعامل السليم مع نوبات الهلع
خطة الاخلاء النفسي في حالات الطوارئ

الرصد والاحالة
التعرف إلى الاضطرابات السلوكية وكيفية تحديدها
التقنيات الاولية للتعاطي مع السلوكيات السلبية
اعداد تقرير رصد لمؤشرات الاضطرابات السلوكية
كيفية الاحالة السليمة

الوقاية من السموم
كيفية وقاية الطلاب من التعاطي والإدمان 
الطب والإدمان 
كيفية رصد عوارض الإدمان 
الإدمان على مواد غير مخدّرة 

3- المتابعة العيادية والاستشارات النفسية التربوية في المدراس:
افتتاح عيادة داخل المدرسة تعنى بالاستشارات النفسية والتربوية، التي تصادف الطلاب أو الكادر التعليمي من خلال التشخيص الأولي للمشكلة ومتابعتها من قبل المعالج النفسي، الذي يزور العيادة المدرسية بشكل أسبوعي لمتابعة حالات الطلاب الذين يعانون من مشاكل تربوية ونفسية للعمل على حلها وفق ثلاثة أطر:
-جلسات فردية مع الطالب 
-إشراك المعلمين المعنيين من خلال جلسات توجيه خاصة أو ورش تدريب عامة.
-إشراك الأهل من خلال جلسات توجيه خاصة أو ورش تدريب عامة.

4-في مجال الوقاية من الادمان:
أنشطة فنية، رياضية، تثقيفيّة للوقاية من السموم: تهدف هذه الحملة إلى نشر التوعية الصحيحة بين الكادر التعليمي وجميع الطلاب لخطورة الوقوع في الإدمان على المخدرات من خلال نشر استخدام أساليب التثقيف عبر الفن والرياضة.
نوادٍ مدرسية للوقاية من المخدرات: تتيح أندية مكافحة المخدرات المدرسيّة للطلاب فرصة المشاركة في المشاريع والأنشطة التفاعليّة، فهي بمثابة المنتدى يستطيع الطلاب من خلاله تعزيز السلوك الإيجابي لديهم، كما أن النادي يمكّنهم من إدراك المفاهيم في المناهج التعليمية. 

تدريب وتنمية قدرات
تم تدريب عشرين معالجة نفسية متنوعة الاختصاصات بين علاج نفسي وعلاج انشغالي وعلاج نطق واختبارات الذكاء. تضمنت ورش التدريب مجموعة من التقنيات العلاجية المتبعة عالميًا ومنها:
- إسعاف نفسي منزلي
- اختبارات الذكاء
- علاج بالموسيقى
- سيكودراما
- إسعاف نفسي للكوارث
- علاج بالحفر
- علاجات تفريغية 
- Rebirthing (التنفس المنتظم)
- Arjile  علاج بالطين
-  المتابعة الخارجية لحالات الإدمان 
 

الرؤية المستقبلية:

وضع برنامج توجيهي تثقيفي شامل لكافة المهارات التربوية والتثقفية اللازمة لأهالي الطلاب. 
توسيع إطار نشر تطبيق هذا البرنامج ليكون ضمن المنهاج الدراسي لأكبر عدد ممكن من المدارس الرسمية والخاصة. 


-----------------------------------------------------------------------------------------------

*الاحصاءات المعتمدة مقتبسة من كتيب وزارة الصحة العامة: تحليل الوضع واستراتيجية الصحة النفسية واستخدام المواد المسببة للإدمان- وقاية، تعزيز وعلاج – لبنان 2015 – 2020. بيروت: لبنان، الطبعة الثانية – آب 2015  

 
 

09:45  /  2016-08-10  /  5992 قراءة





إختبر معلوماتك