Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » أنشطة الهيئة

حتى يصير الكل مطابقا





لم يكن "أبوعلي" (صاحب مطعم في حارة حريك) يعلم أن مطعمه المتواضع وباب رزقه الوحيد غير مطابق للمواصفات.
"شو يعني غير مطابق؟" يسأل أبو علي مستطرداً "يا خيي والله بصير مطابق بس شو لازم أعمل"
النسوة المارات أمام المطعم، جارات أبي علي، يتهامسن "حرام طلع أبو علي مش مطابق"
وكأن الرجل بكله وكلكله، يجب أن يتطابق مع مواصفات ومعايير الوزير وائل أبو فاعور ليصير مقبولا و"مطابقا".
وكأبي علي كثيرون من أصحاب المنشآت الغذائية الذين قيل لهم إن منشآتهم غير مطابقة لمعايير سلامة الغذاء، ولكن ما من أحد شرح لهم ما هي هذه المعايير؟ وما من أحد كلف نفسه عناء تدريبهم على تطبيقها، وما من أحد تفقدهم وأشرف على عملهم، حتى المخولون تصنيف هذه المنشآت لم يكترثوا، كأنما كان المطلوب تقليص عدد المنشآت الغذائية واقفال العديد منها.

جل ما فهمه الناس من المراقبين الذين ارسلتهم وزارة الصحة ان منشآتهم لا تستوفي الشروط اللازمة التي تخولهم فتحها وتقديم الغذاء.
وهنا تكمن المشكلة..
مراقبو الوزارة كشفوا، أخذوا عينات غذائية، وبعد أسبوعين أعلنت النتائج عبر التلفزيون وبسرعة أقفلت محالهم ومطاعهم غير المطابقة للشروط التي لا يعلمها الا الوزير والمراقبون من وزارة الصحة.
وإذا تمعنا بهذه الخطوات نجد أن شيئا ما ينقصها، فإذا كان المطلوب رفع مستوى الجودة واعتماد معايير سلامة الغذاء فما هكذا تورد الإبل..

 


مشروع متكامل من الألف إلى الياء
وتوضح مديرة مشروع سلامة الغذاء في الهيئة الصحية ربى فحص أن الهيئة الصحية بدأت بالعمل في هذا المشروع منذ عام 2008 وكان هدفها الأساسي الإصلاح والرقابة والتحفيز.
من خلال القيام بخطوات مدروسة تبدأ بالاتقاف مع البلدية وتوقيع بروتوكول تعاون بين الطرفين أي البلدية والهيئة الصحية.
الخطوة الثانية تتمثل بتدريب الهيئة الصحية الإسلامية لفريق من المراقبين تنتدبه البلدية من المتطوعين لديها لمراقبة سير العمل في المنشآت.كما تدرب الهيئة أصحاب المنشآت أنفسهم.
ومن ثم يقوم الفريق بالزيارة الأولية للمنشأة وفق استمارة أعدتها الهيئة الصحية.
وتضيف فحص:" لقد أخذنا بعين الاعتبار كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الغذاء، فقسمنا الاستمارة الى قسمين:
الأول وهي الخروقات التي تشكل خطراً مباشراً على الغذاء، كفحص عينات من الغذاء نفسه وفحص عينات من المياه المستخدمة إضافة الى تأكيد وجود برنامج لمكافحة الحشرات والنظافة الشخصية للعامل في الطعام.
أما الباب الثاني هو حول الخروقات التي تشكل خطراً غير مباشر على الغذاء كالشكل البنيوي للمنشأة والمعدات المستخدمة في عملية الطهو وتقديم الطعام إضافة إلى البيئة الصحية الخاصة بالمنشأة .

وحسب الفحص فإن الخطوة الرابعة تكون بعد التقييم الأولي وهي زيارات متكررة لأصحاب المنشآت الغذائية لتأكيد أنهم قد التزموا بالملاحظات المقدمة لهم والتي تبين مكامن الخلل والخطر على الغذاء.

وأخيراً يأتي التصنيف النهائي ليمنح المنشأة العلامة النهائية ويعطي صاحبها شهادة تؤهله لأن يقدم غذاء سليماَ .
 

تعاون وتكامل

وحول هذا التعاون في بلدية حارة حريك توضح اختصاصية التغذية في البلدية مريم غساني أن الهيئة تقدمت بهذا المشروع إلى البلدية، بهدف مراقبة مستوى تطبيق المعايير الصحية في المؤسسات الغذائية من أجل تأمين غذاء سليم للمواطنين ما لاقى قبولاً واهتماماً من قبل البلدية. بعدها قامت الهيئة الصحية بتدريب 21 متطوعاً من أصحاب الاختصاصات العلمية المناسبة وأعضاء المفرزة الصحية في البلدية مدة 6 أيام، ثم كانت الجولة الميدانية الأولى للمنشآت الغذائية التي ستخضع للتصنيف وعددها 120 منشأة. 
 
وتضيف غساني" لقد كان العمل ممتعاً ومفيداً ونشات علاقات مبنية على الثقة المتبادلة، والهدف المشترك هو مساعدة أصحاب المنشآت الغذائية لا محاربتهم.

من واحد إلى أربعة.
"طراد تشيكن" واحد من المنشآت الغذائية التي استفادت من مشروع الهيئة الصحية الإسلامية.
ويقول صاحب المنشأة إن الهيئة الصحية الإسلامية حملت إليه المشروع من خلال مراقبيها الذين حضروا ومعهم استمارة "كالجريدة" وبدأوا بتعبئتها وأجروا التقييم الأولي حيث كانت النتيجة نجاح واحد من أصل 5 ويستطرد مبتسماً "رسبت بجدارة".
كان لا بد للمراقب من أن يشرك أبا علي بدورة تدريبية حول معايير السلامة في الغذاء".
خلال الكشف التالي، حضر المراقبون لائحة بالمعدات غير المستوفية الشروط وفعلا غيّر أبو علي هذه المعدات حتى جاء التقييم النهائي وفيه سجل أبو علي 4 علامات من أصل 5 ونجح هذه المرة بجدارة أيضاً.

مهمة صعبة ودقيقة.
حسن فرحات هو المراقب الصحي الذي واكب سير عملية التصنيف لدى فروج "طراد تشيكن". لم يكن يعلم حسن يوم بدء مهمته مراقباً صحياً في المنشآت الغذائية أنها تتطلب صبراً وجلداً ولباقة في التعاطي مع اصحاب المنشآت.
ويضيف حسن" إن عمل المراقب الصحي يتطلب قوة في الإقناع حتى تدفع صاحب المنشأة إلى الاقرار بمشكلته والسعي إلى حلها".
وحول العوائق التي واجهته يقول حسن:" لم نكن وأصحاب المنشآت كالسمن على العسل، ففي بعض الأحيان كنا نتجادل كثيراً ولكن في المراحل النهائية من التصنيف نصير أصدقاء "وما في محبة إلا من بعد عداوة."

مشروع متكامل، من الألف إلى الياء، تبدأه الهيئة الصحية الإسلامية مع البلديات واتحادات البلديات وتستهدف به أصحاب المنشآت الغذائية مهما كان حجمها، لا لتحجيمها بل لدعمها والحفاظ على سلامة غذائها.





 

 
 

14:32  /  2016-06-16  /  1683 قراءة





إختبر معلوماتك